الاثنين، سبتمبر ٢٩، ٢٠٠٨

كم كنت مقصرا .. سامحوني

انتهي وقت الرحيل ولم يعد هناك ما يجدي أو يفيد الأحباب رحلوا وتركوني
لم أعد أعرف ما المغزي من حياة يملؤها الملل والإحباط وأناس لا يبالون
بما نفعل او نصنع من أجلهم .. اناس كل ما يشغل بالهم هو ما يصلبون به ظهورهم
حتي يواصل حياته المملة الكئيبة الرتيبة الخالية من المشاعر والأحاسيس
دارت تلك الأحاديث القاتلة في مخيلتي في لحظات صمت رهيبة
أراجع فيها نفسي لماذا يرحل الأحباب ؟ ، لماذا يعتقل الشرفاء ؟
إلي متي سنتحمل هذه الأوزار
؟
إلي متي ..؟
إلي متي ..؟

تذكرت تلك الكلمات .. لم أكن أفكر فيها إلا في لحظات الفرح والسعادة
بذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعآ ولكن جذورها في التربة قريبة، حتى لتحجب عن شجرة
الخير النور والهواء، ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء ، مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة على حين تصبر شجرة الخير على البلاء، وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهاديء البطيء، لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة لقد جربت ذلك ، جربته مع الكثيرين، حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور
شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم ، ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص ، إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا، إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء ، فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية ، هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم او على حماقاتهم كذلك ، وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون ، لقد جربت ذلك، جربته بنفسي ، فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام
بذرة الحب
عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفى أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة. إننا لن نكون
في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء. إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثنى عليها حين نثنى ونحن صادقون، ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة، ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا

بذرة الحب
كذلك لن نكون في حاجة لأن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم ولا حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص ولن نفتش عليها لنراها يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف! وبطبيعة الحال لن نجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء الحذر منهم فإنما نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تلتئم في نفوسنا نموا كافيا، ونتخوف منهم لان عنصر الثقة في الخير ينقصنا

الجمعة، سبتمبر ١٢، ٢٠٠٨

صحبة الخير .. ولقاء الدفعة السنوي


أربع سنوات من العمر ، أربع صفحات بيضاء ناصعة كنا نملؤها سويا حب وخير وطاعة علي أمل أن يرضي الله عنا ، نعمل سويا لهذا الدين ومن خلال هذه الدعوة ، علي الحب التقينا ، وفي الخير سعينا ، كان هدفنا دائما أن نؤثر أنفسنا علي من سواها ليس بمتاع الدنيا الزائل ولكن بنعيم الله المقيم .
دفعة تجمعت لها كل مقومات النجاح والتفوق في كل شئ ، مجموعة من الشباب كانت تسعي لنيل رضا الله ، أحسب إخواني جميعا كذلك ، إنها دفعتي " دفعة الإمام البنا " كما نحب ان نطلق عليها أو الدفعة العشرون من أسرة الفجر الجديد .
كنا ولازلنا فريق عمل واحد يسعي نحو التميز دائما ، في البداية كان التعرف ، كانت من بشائر الأمور ان أتعرف لي زملاء لي في بداية الدراسة واتنفقنا نحن الأربعة علي أن نساعد بعضنا علي الخير والمذاكرة حتي يحقق كل منا أمله وامنيته وكان أن اتفقنا جميعا علي أن نجد ونجتهد حتي نصبح معيدين في الكلية .
وفي سبيل ذلك كنت أفر من رؤية إخواني خشية الهواجس الامنية وحلم التعيين في الكلية ، حتي كانت اللحظة الفارقة والتي كانت سببا في التفاعل مع إخواني داخل الكلية ، هذه اللحظة التي لن أنساها كانت بسبب واحدة من الأخوات في الدفعة .
الشاهد في الأمر أنني بدأت العمل مع إخواني وكان أول لقاء دفعة لي في الكلية وما ان شعرت بأهمية وعظم الأمر وأن ما كنت أنأي بنفسي عنه ، كان سببا في ما أنا فيه الآن فحادثت زملائي الثلاثة في الأمر فلم يروق الأمر لهم . وقرروا أن يكون التعامل معي بحذر .
بعدها كانت سنوات العمل للدعوة بدون عوائق بعد أن تعلمت أن البقاء للأفضل وللأفضل فقط ، وفي كل شئ فكان علينا أن نطور من أنفسنا ، وللحق أقول أن أثر هذه الدفعة في نفسي كان عظيما لدرجة أنه لم تكن هناك أي مجموعة أخري استيعابي واستغلال الكم الهائل من المهارات والقدرات التي ما أن وصلنا إلي الفرقة الثالثة حتي وجدنا أنفسنا نقود أعداد غفيرة من الطلاب إلي مكتب العميد يوميا الأمر الذي دفع إدارة الكلية إلي تحويل عدد كبير من الإخوان إلي التحقيق حتي وصلت عدد التحقيقات لثلاث منا 43 تحقيق والعجيب في الأمر أن الفصل والتحقيق لم يكن يأتي إلا بعد عمل تشكرنا عليه إدارة الكلية فمثلا بعد يوم خدمة عامة في الكلية شاق وطويل ويعجب العميد والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس بالأمر نفاجأ بقرار بالتحقيق والفصل والحرمان من الأنشطة .
هذا الحديث مع النفس انفجر فجأة بعد أن حضرت لقاء الدفعة الأخير علي الإفطار وكما تعودنا سويا وأن نناقش مشاكلنا ونحللها ونقوم بحلها ومساعدة من يحتاج منا ، أكاد أجزم أن هذه المجموعة تمتلك كل عناصر فريق العمل : الأخ القيادي ، الأخ الحذر ، الأخ الحبوب ، الأخ المنقذ ، الأخ المبدع ، ...إلي آخره .
اخيرا : كانت لنا أمنية واحدة ، وقرار واحد ، أسأل الله أن يحقق لنا أمنيتنا ، ولكم أن تتخيلوا تلك الأمنية . ممكن تخمنوا لكن مش ممكن هتوصلوا ليها .

ملحوظة :

زملائي الذين تعرفت عليهم في بداية الدارسة وتجاهلوا نصيحتي لا زالوا طلبة في الكلية حتي الآن .