السبت، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٨

عامان علي رحيل القائد القدوة ..نعاهدك نحن باقون علي العهد


في اتصال هاتفي جاءني ذلك الخبر الحزين ، كنت في طريقي إلي الجامعة في السابعة والنصف صباحا ، من هول الصدمة التي تلقيتها لم يكن هناك ما يدفعني للاستمرار في مواصلة الطريق ، إلا رغبتي في التحقق من كذب الخبر ، فقد كنت معه منذ سويعات قليلة نطمئن عليه عقب خروجه من المعتقل .
الخبر صحيح ، فاجأني أحد إخواني بتعليقه مجموعة من أوراق يعلن فيها نبأ استشهاد أستاذنا الفاضل والمربي القدوة الدكتور حسن الحيوان رحمه الله ، كان الموقف علينا شديدا وقتها ونحن طلاب في الفرقة الرابعة لم ندري ساعتها ماذا نفعل ؟ ما هو رد الفعل الطبيعي تجاه هذا الحادث الأليم علي نفوسنا ؟
الكل في حالة ذهول ، ماذا نفعل انطلقت تلك الكلمة من فم أحد الإخوة ، هل سنقف هكذا صامتين علي ما يحدث ، ما العمل ؟ ، هذا النظام تجبر ، اعتقل ، سجن ، شرد ، قتل .. حتي متي ؟ الدكتور حسن الحيوان لن يكون الأخير !!
حالة بدت أقرب إلي الانفجار بين الطلاب ، الجميع كان يحب أستاذنا الراحل أكثر من نفسه ، لدماثة خلقه ، وثغره الباسم دائما، كان رحمه الله مثالاً الداعية المجاهد.. الصابر المحتسب.. الخلوق القدوة.. الأستاذ الدكتور حسن الحيوان، والذي لا تكفي ملايين الكلمات لنعيه ولا لذكر مآثره ومناقبه، ولكنها شهادةٌ لله، وهي أقل ما يمكن أن نقدمه له وهو في دار الحق ونحن في دار الغرور.
كان علينا كرموز طلابية أن نهدأ من روع طلاب الإخوان الموتورين في أستاذهم ، فلم نجد أفضل من كلمات الراحل التي دائما ما كان يذكرنا بها " يا شباب .. لازم تتأكدوا من النقطة دي ، ليس لك حق عند من آذاك ..طالما سلكت طريق الدعوة وأنت تعلم انه طريق ملئ بالأذى والمشاق .. استحملوا بقي .. تحقيق فصل مجالس تأديب اعتقال أي حاجة " بهذه الكلمات التي كنا نهدأ بها إخواننا لكن للحق أنها لم تكن لتهدأنا نحن وبحمد لله تجاوزنا المحنة واغتنمنا المنحة فلم يكن أحد يتخيل أن يخرج هذا العدد من طلاب الإخوان وغيرهم لوداع الشهيد .
كان مشهدا مهيبا ، صفا طويلا من السيارات انطلقت تحمل آلافا من طلاب الجامعة نحو المثوى الأخير للراحل رحمه الله ، كان علينا أن نحترم أستاذنا بأن نطبق ما تعلمناه علي يديه " النظام يا شباب .. دائما سبب نجاح وتفوق " فالتزمنا بترتيب زملاءنا وتأجير السيارات التي ستنقلنا وإعداد الوسائل التعريفية للطريق ووضع خط سير للجنازة مع توقع وصول الآلاف من محبي الراحل رحمه الله . ويا لله نفاجأ بان من ينظم حركة مرور السيارات معنا المهندس خيرت الشاطر ، والدكتور أكرم الشاعر ، والدكتور محمد البلتاجي ولفيف من أعضاء مجلس الشعب في مثل رائع زاد من ثقتنا في قيادتنا .
بدت لنا خطوات الطريق طويلة متثاقلة ونحن نوزع الأدوار علينا ، هاهنا نفترق ، هاهنا نودع البسمة الصافية ، هاهنا نودع الخلق الكريم والثغر الباسم ، هاهنا كان العهد إننا باقون ..نعاهدك أستاذنا علي تكملة المسيرة لن يرهبنا الظالمون ، لن تقف في وجوهنا أعتي الجيوش سنسحق الظالمين ، نعاهدك يا أستاذنا أننا لن نذل أو نلين ، سنقاوم وسنناضل من أجل الحق ، من أجل نصرة هذا الدين وإعلاء كلمة الحق .