لم تكن تلك التجارب بالأمور التي تمر علينا دون أن نستفيد منها أو تستفيد منها الجماعة ، فعلي المستوي الشخصي تعلمت الكثير من الأمور التي لولا الاعتقال فلن أجد مكانا آخر أجدها فيه ، وجدت هناك معني اليقين الذي طالما تعلمناه وتربينا عليه ، وجدنا اليقين تطبيقا وواقع ، اليقين بأن هذا هو طريق الدعوات ، اليقين بأن هناك دائما حق وباطل ، هناك خير وشر ، اليقين بأن الله ناصر عباده المستضعفين ومورثهم الأرض ، اليقين بأن دعوة الإخوان المسلمين تلك الدعوة المباركة التي نسير في ركابها هي امتداد لدعوة محمد صلي الله عليه وسلم
تعلمت هناك معني التضحية بحريتي وراحتي من أجل ديني ودعوتي ووطني وأهلي ، تعلمت أن أضحي بحريتي من أجل إسعاد الآخرين من أجل كرامة أمة تنتهك حرماتها ليل نهار ، تعلمت أن أضحي براحتي من أجل راحة أمة قلقة مضطربة يطمع فيها الجميع ويسعي لدحرها الظالمون
تعلمت معني الوفاء بالعهد بالصبر علي الأذي ، إخلاصا لعهدنا مع الله ، إخلاصا لبيعتنا مع الإخوان ، ووفاء لشهداء هذه الدعوة المباركة في كل زمان ومكان
تعلمت معني الكبرياء والعزة علي الظالمين ، تعلمت أن أقف شامخا لا تأخذني في الله لومة لائم ، أقول كلمة الحق ولو علي حياتي ، تعلمت أن عزتي في مصحفي وأن كبريائي في صمودي
تعلمت الواقع التطبيقي الفعلي للأخوة ، تعلمت الإيثار وكسر جماح النفس ، تعلمت البذل والعطاء ...
تعلمت ....تعلمت... تعلمت
تعلمت ما لم يكن النظام يتوقع أن نتعلمه ... تعلمت كل شئ ، وفي كل مجال ، اكتتسبت خبرااااات سنييييين من الإخوان
أخذت من إخواني بالمجان ما دفعوا فيه الثمن