في نهاية ديسمبر هذا العام تكون خطتي الثلاثية قد انتهت ، وبدأت أضع الخطة الثلاثية الجديدة ، وعند وضع الخطة الجديدة هناك طقوس معينة لا أخالفها إطلاقا علي الرغم من انخراطي في كثير من الأعمال إلا أنها عادة أحب أن أجد نفسي فيها كل ثلاث سنوات ، في البداية أطلق عدة تحذيرات ممنوع منعا باتا الاقتراب من غرفتي في هذه الليلة ، كل الإعدادت اللازمة موجودة ( الشاي – بسكوت عجوة ) لا وجود للعناصر التكنولوجية إطلاقا ( كمبيوتر أو كاسيت أو تليفون ... ) فقط مجموعة أوراق وعدة أقلام خاصة علي المكتب وفي ظل المكتبة التي تدور علي الحائط أجلس مستعينا بالله لأضع الخطة الجديدة لثلاث سنوات مستقبلية .
أهم ما في الموضوع هو وجود ألبوم صور وكشكول ولهما عندي أجمل الذكريات ، فالألبوم يرسم شريطا لمسارات حياتي المختلفة من مرحلة الأشبال فالثانوية فالجامعة ، أقلب صفحات الألبوم لينساب شريط الذكريات مع كل صورة ولكل مرحلة ذكريات خاصة وعبير يفوح جمالا تمر مرحلة الأشبال ونحن في أعمار الزهور لأجد أصدقاء لي لم يعودوا بيننا الآن فقط كانوا معي في المسجد في اليوم الرياضي في الرحلة أنظر لهم الآن فأحمد الله علي ما أنا فيه من نعمة الإخوان . وجدت أساتذة لي قد فارقوا الحياة تذكرت معهم كل كلمة كل فعلة كل حركة كيف كانوا قدوة لي ، لم أستطع أن أقاوم تلك العبرات علي هؤلاء العظام الذين كان لهم فضل علي في كل حياتي في شخصيتي في سلوكي في معاملاتي .
أساتذتي وإن لم تكونوا بيننا إلا أننا نتنسم خطاكم ، وكما عهدتمونا فنحن علي دربكم سائرون ، الشيخ عيد عبد السلام رحمه الله ، الشيخ أحمد عبد الله رحمه الله ، الدكتور حسن الحيوان رحمه الله ، الشيخ ماهر عقل رحمه الله ، الأستاذ جمال هنداوي رحمه الله كل منهم كانت له معي مواقف تربوية لا تنسي .
ليلة أعادت لي عبق زمن كنت قد فقدته في غمرة الحياة العملية ، فكما أنها كانت ليلة لتخطيط مرحلي مستقبلي إلا أنها كانت أيضا رابط لفترة منصرمة هامة من حياتي .. ولتكن تلك الليلة المشهودة علامة فارقة في حياتي كل ثلاث سنوات .
تتوزع الخطة الجديدة علي أربعة محاور الأول فهي الدعوة والثاني العمل والثالث الدراسة والرابع تكوين الأسرة المسلمة ، عن الدعوة فالأمر يكاد يكون منتهي بقرار تطوير عملي الدعوي وزيادة المساحة المخصصة من الوقت له ، أما عن العمل فيحتل الدخل السبق عن نوعية الوظيفة في العام الأول والثاني ليكون الاستقرار في وظيفة مناسبة هو هدف العام الثالث ، أما الدراسة تنهي الخطة بالحصول علي درجة الماجستير في العلوم التربوية والبكالوريوس في تخصص جديد ، أما تكوين الأسرة فتنتهي الخطة بتشريف عمر أو فاطمة .