السبت، مارس ١٤، ٢٠٠٩

وتستمر الحياة ..



في ذلك المكان البعيد ، كان هزيم الرعد وسنا البرق وذلك الصوت المميز لقطرات المطر وهي تتساقط علي تلك الجدران التي ضمت بينها تلك المجموعة المؤمنة من البشر ، قضينا تلك الفترة التي قاربت الثلاثة أشهر ، كان السمت العام فيها _ أو هكذا جعله الإخوان المسلمون _ أنه معسكرا للتربية ، ومكانا لإثبات صفة اليقين والثبات علي المحن والشدائد وكسر الإلف وتحجيم الرغبات والشهوات الدنيوية ، ولن أجد أفضل من وصف شيخ الإسلام بن تيمية عن السجن قائلا" وسجني خلوة " ونعم الخلوة بالله عز وجل


لنا _ عبر هذه المدونة _ لقاءات طويلة وتجارب وخبرات أنقلها لكم من هناك ، من معسكر التربية الإيمانية
تلك التجربة الإيمانية الرائعة
إلي أن نلتقي


الأحد، ديسمبر ١٤، ٢٠٠٨

صورة وكشكول .. والثلاثية


في نهاية ديسمبر هذا العام تكون خطتي الثلاثية قد انتهت ، وبدأت أضع الخطة الثلاثية الجديدة ، وعند وضع الخطة الجديدة هناك طقوس معينة لا أخالفها إطلاقا علي الرغم من انخراطي في كثير من الأعمال إلا أنها عادة أحب أن أجد نفسي فيها كل ثلاث سنوات ، في البداية أطلق عدة تحذيرات ممنوع منعا باتا الاقتراب من غرفتي في هذه الليلة ، كل الإعدادت اللازمة موجودة ( الشاي – بسكوت عجوة ) لا وجود للعناصر التكنولوجية إطلاقا ( كمبيوتر أو كاسيت أو تليفون ... ) فقط مجموعة أوراق وعدة أقلام خاصة علي المكتب وفي ظل المكتبة التي تدور علي الحائط أجلس مستعينا بالله لأضع الخطة الجديدة لثلاث سنوات مستقبلية .
أهم ما في الموضوع هو وجود ألبوم صور وكشكول ولهما عندي أجمل الذكريات ، فالألبوم يرسم شريطا لمسارات حياتي المختلفة من مرحلة الأشبال فالثانوية فالجامعة ، أقلب صفحات الألبوم لينساب شريط الذكريات مع كل صورة ولكل مرحلة ذكريات خاصة وعبير يفوح جمالا تمر مرحلة الأشبال ونحن في أعمار الزهور لأجد أصدقاء لي لم يعودوا بيننا الآن فقط كانوا معي في المسجد في اليوم الرياضي في الرحلة أنظر لهم الآن فأحمد الله علي ما أنا فيه من نعمة الإخوان . وجدت أساتذة لي قد فارقوا الحياة تذكرت معهم كل كلمة كل فعلة كل حركة كيف كانوا قدوة لي ، لم أستطع أن أقاوم تلك العبرات علي هؤلاء العظام الذين كان لهم فضل علي في كل حياتي في شخصيتي في سلوكي في معاملاتي .
أساتذتي وإن لم تكونوا بيننا إلا أننا نتنسم خطاكم ، وكما عهدتمونا فنحن علي دربكم سائرون ، الشيخ عيد عبد السلام رحمه الله ، الشيخ أحمد عبد الله رحمه الله ، الدكتور حسن الحيوان رحمه الله ، الشيخ ماهر عقل رحمه الله ، الأستاذ جمال هنداوي رحمه الله كل منهم كانت له معي مواقف تربوية لا تنسي .



مع كل صورة تنهمر الذكريات وتمر سريعا ، وضعت المجموعة الجديدة من الصور التي تمثل مرحلة ما بعد التخرج وقررت أن لا أقف فقط أضع الخطة الجديدة لثلاث سنوات مقبلة فتحت الكشكول ، وهو كشكول أحتفظ به من أيام الكلية ، كنا في نهاية كل عام يحضر كل واحد منا كشكولا ليكتب له أخوه فيه عدة توصيات ويمتلئ الكشكول بوصايا رائعة من إخوان الكلية الصادقين وفيه أجمل ذكريات الجامعة وأروع لحظات قضيناها معا .
ليلة أعادت لي عبق زمن كنت قد فقدته في غمرة الحياة العملية ، فكما أنها كانت ليلة لتخطيط مرحلي مستقبلي إلا أنها كانت أيضا رابط لفترة منصرمة هامة من حياتي .. ولتكن تلك الليلة المشهودة علامة فارقة في حياتي كل ثلاث سنوات .
تتوزع الخطة الجديدة علي أربعة محاور الأول فهي الدعوة والثاني العمل والثالث الدراسة والرابع تكوين الأسرة المسلمة ، عن الدعوة فالأمر يكاد يكون منتهي بقرار تطوير عملي الدعوي وزيادة المساحة المخصصة من الوقت له ، أما عن العمل فيحتل الدخل السبق عن نوعية الوظيفة في العام الأول والثاني ليكون الاستقرار في وظيفة مناسبة هو هدف العام الثالث ، أما الدراسة تنهي الخطة بالحصول علي درجة الماجستير في العلوم التربوية والبكالوريوس في تخصص جديد ، أما تكوين الأسرة فتنتهي الخطة بتشريف عمر أو فاطمة .

الجمعة، ديسمبر ٠٥، ٢٠٠٨

وماذا بعد ؟!

في البداية .. كل عام وانتم بخير.. عيد سعيد وجميل علي الامة الإسلامية .. وكل الناس .. تقبل الله منا ومنكم
بعد فراق كان طويلا علينا ، اكثر ما يؤلمنا فيه هو أن كل واحد فينا يشغل مكاناً بعيدًا عن الآخر سواء في العمل الدعوي أو الدنيوي ، بعد أن كنا معا نعمل معا سويا في مجال دعوي واحد في فترة الدراسة داخل الجامعة ، تلك المجموعة التي لم ولن تفقد مصداقيتها في نفوسنا ، في لقاء بدا أقرب إلي تلك الليالي التي كنا نقضيها معا أيام الجامعة .
دارت الأحاديث في مختلف القضايا الفكرية والسياسية والاقتصادية ، لكم كنا نحتاج إلي مثل هذا اللقاء منذ زمن ، انقسمنا إلي ثلاث فرق في عدة قضايا ، كانت أهم القضايا المطروحة للنقاش الأداء البرلماني للكتلة البرلمانية ، الخلافة الإسلامية ، الزواج ، ماهية المجتمع في عصرنا الحالي ، كل هذه القضايا ناقشناها في خلال تسع ساعات متقطعة ما بين طعام وترفيه وذكريات تفرض نفسها بحكم الواقع .
الخلافة الاسلامية
أهم موضوع تناولناه كان موضوع الخلافة .. وفيه انقسمنا إلي ثلاث آراء الأول وكان رأيي الشخصي وفيه شرحت الدوافع والظواهر التي تفيد بان الجيل الحالي هو جيل النصر المنشود وان الحكومة الإسلامية لن تلبث أن تقوم بين فينة وأخري وأن ما يحدث بيننا اليوم إنما هي من قبيل الإرهاصات لنصر مؤزر للأمة الإسلامية .
الرأي الثاني كان للاخوين الكريمين الحسيني ، وأحمد عبد الحميد وفيه أننا لا زلنا في مرحلة المجتمع وإنت بتحلم ، الناس لا تزال تعيش مرحلة لقمة العيش ، لا يدرون معني الخلافة أو حتي الحكومة الاسلامية ، من الآخر امامنا منا لا يقل عن ألف عام ممكن احفادنا يكونوا هم جيل النصر المنشود . أيضا كان الكلام موثقا بالأدلة والبراهين القاطعة التي تثبت وجهة نظرهم .
اما الرأي الثالث فكان للأخ ياسر مختار جاء فيه أننا بين هذه وتلك ، نعم المجتمع يمر بمرحلة ضعف وانحلال أخلاقي وانحدار نحو هوية ممسوخة وانتماء فاقد الهوية ، لكن ما تفعله الحركة الاسلامية إنما هو من سبيل التأصيل للفكرة في نفوس الناس وان مرحلة المجتمع لن تلبث أن تنقضي وحكومة إسلامية قادرة علي ضبط الأمور تحتاج فقط لسنتان ليس أكثر ، بمعني أن الحال يبقي كما هو عليه إلي أن يقضي الله امرا كان مفعولا .
المهم خرجنا من الموضوع بنتيجة اننا لا زلنا نحبو في خضم هائل من الصراعات تفرض نفسها بقوة علينا ورغم عنا من نظام فاسد عاجز ، من صهيونية عالمية تعمل علي قتل هويتنا وفرض قيدها علينا
الزواج
بناء الأسرة كان أحد الشروط الازمة لبناء مجتمع مسلم متماسك ، فرض الموضوع نفسه علينا لحديث أحمد عبد الحميد عن نفسه وعن أسرته الجديدة ، ذلك البيت الذي يبني اواصره علي الاسلام نسأل الله له أن يديم فرحته هذه وان يلحقنا به علي خير اللهم آمين ،
كان الحديث عن شروط الزوجة المناسبة لكل منا .. ( وكان فيه بقي حاجات عجيبة ) .. المهم كان أحمد بيحمس فينا لإنهاء الموضوع في أسرع وقت من أجل الاستقرار وراحة البال وطبعا الاعتقال . وعلي هذا كانت هناك قرارات فورية وعاقلة جدا لأننا اكتشفنا إننا متأخرين جدا في الموضوع وكانت قرارات بــــسرعة إنهاء الموضوع ... .
الأداء البرلماني للكتلة البرلمانية
كان حديثا شيقا ممتعا ، حول الأداء الإعلامي المتميز للإعلام المصري الذي أثار قضية الطبيبين المصريين في السعودية وقضية مقتل طالبة جامعية ابنة فنانة لا اعرفها وقضية هشام طلعت مصطفي رغم حظر النشر ... كل هذا في ظل تعتيم إعلامي تام علي أداء نواب مجلس الشعب الإخوان والطني والمستقلين في تساؤل بدا حائرا في أعيننا كيف سيحاسب الشعب نوابه .
أخيرا
السمك وصل بعد المغرب بساعة .. مش مشكلة .. الكشكلة إني مش بآكل سمك .. قشر بقي يا حسيني وخليك حلو ..
أسأل الله في هذه الايام المباركة أن لا يفرقنا أبدا ، وأن يحقق آمالنا وأحلامنا
اللهم آمين
تهنئة مبكرة
للاخ أحمد عبد الحميد علي الزواج اللي مش عارفين معاده امتي ؟

السبت، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٨

عامان علي رحيل القائد القدوة ..نعاهدك نحن باقون علي العهد


في اتصال هاتفي جاءني ذلك الخبر الحزين ، كنت في طريقي إلي الجامعة في السابعة والنصف صباحا ، من هول الصدمة التي تلقيتها لم يكن هناك ما يدفعني للاستمرار في مواصلة الطريق ، إلا رغبتي في التحقق من كذب الخبر ، فقد كنت معه منذ سويعات قليلة نطمئن عليه عقب خروجه من المعتقل .
الخبر صحيح ، فاجأني أحد إخواني بتعليقه مجموعة من أوراق يعلن فيها نبأ استشهاد أستاذنا الفاضل والمربي القدوة الدكتور حسن الحيوان رحمه الله ، كان الموقف علينا شديدا وقتها ونحن طلاب في الفرقة الرابعة لم ندري ساعتها ماذا نفعل ؟ ما هو رد الفعل الطبيعي تجاه هذا الحادث الأليم علي نفوسنا ؟
الكل في حالة ذهول ، ماذا نفعل انطلقت تلك الكلمة من فم أحد الإخوة ، هل سنقف هكذا صامتين علي ما يحدث ، ما العمل ؟ ، هذا النظام تجبر ، اعتقل ، سجن ، شرد ، قتل .. حتي متي ؟ الدكتور حسن الحيوان لن يكون الأخير !!
حالة بدت أقرب إلي الانفجار بين الطلاب ، الجميع كان يحب أستاذنا الراحل أكثر من نفسه ، لدماثة خلقه ، وثغره الباسم دائما، كان رحمه الله مثالاً الداعية المجاهد.. الصابر المحتسب.. الخلوق القدوة.. الأستاذ الدكتور حسن الحيوان، والذي لا تكفي ملايين الكلمات لنعيه ولا لذكر مآثره ومناقبه، ولكنها شهادةٌ لله، وهي أقل ما يمكن أن نقدمه له وهو في دار الحق ونحن في دار الغرور.
كان علينا كرموز طلابية أن نهدأ من روع طلاب الإخوان الموتورين في أستاذهم ، فلم نجد أفضل من كلمات الراحل التي دائما ما كان يذكرنا بها " يا شباب .. لازم تتأكدوا من النقطة دي ، ليس لك حق عند من آذاك ..طالما سلكت طريق الدعوة وأنت تعلم انه طريق ملئ بالأذى والمشاق .. استحملوا بقي .. تحقيق فصل مجالس تأديب اعتقال أي حاجة " بهذه الكلمات التي كنا نهدأ بها إخواننا لكن للحق أنها لم تكن لتهدأنا نحن وبحمد لله تجاوزنا المحنة واغتنمنا المنحة فلم يكن أحد يتخيل أن يخرج هذا العدد من طلاب الإخوان وغيرهم لوداع الشهيد .
كان مشهدا مهيبا ، صفا طويلا من السيارات انطلقت تحمل آلافا من طلاب الجامعة نحو المثوى الأخير للراحل رحمه الله ، كان علينا أن نحترم أستاذنا بأن نطبق ما تعلمناه علي يديه " النظام يا شباب .. دائما سبب نجاح وتفوق " فالتزمنا بترتيب زملاءنا وتأجير السيارات التي ستنقلنا وإعداد الوسائل التعريفية للطريق ووضع خط سير للجنازة مع توقع وصول الآلاف من محبي الراحل رحمه الله . ويا لله نفاجأ بان من ينظم حركة مرور السيارات معنا المهندس خيرت الشاطر ، والدكتور أكرم الشاعر ، والدكتور محمد البلتاجي ولفيف من أعضاء مجلس الشعب في مثل رائع زاد من ثقتنا في قيادتنا .
بدت لنا خطوات الطريق طويلة متثاقلة ونحن نوزع الأدوار علينا ، هاهنا نفترق ، هاهنا نودع البسمة الصافية ، هاهنا نودع الخلق الكريم والثغر الباسم ، هاهنا كان العهد إننا باقون ..نعاهدك أستاذنا علي تكملة المسيرة لن يرهبنا الظالمون ، لن تقف في وجوهنا أعتي الجيوش سنسحق الظالمين ، نعاهدك يا أستاذنا أننا لن نذل أو نلين ، سنقاوم وسنناضل من أجل الحق ، من أجل نصرة هذا الدين وإعلاء كلمة الحق .

الاثنين، سبتمبر ٢٩، ٢٠٠٨

كم كنت مقصرا .. سامحوني

انتهي وقت الرحيل ولم يعد هناك ما يجدي أو يفيد الأحباب رحلوا وتركوني
لم أعد أعرف ما المغزي من حياة يملؤها الملل والإحباط وأناس لا يبالون
بما نفعل او نصنع من أجلهم .. اناس كل ما يشغل بالهم هو ما يصلبون به ظهورهم
حتي يواصل حياته المملة الكئيبة الرتيبة الخالية من المشاعر والأحاسيس
دارت تلك الأحاديث القاتلة في مخيلتي في لحظات صمت رهيبة
أراجع فيها نفسي لماذا يرحل الأحباب ؟ ، لماذا يعتقل الشرفاء ؟
إلي متي سنتحمل هذه الأوزار
؟
إلي متي ..؟
إلي متي ..؟

تذكرت تلك الكلمات .. لم أكن أفكر فيها إلا في لحظات الفرح والسعادة
بذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعآ ولكن جذورها في التربة قريبة، حتى لتحجب عن شجرة
الخير النور والهواء، ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء ، مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة على حين تصبر شجرة الخير على البلاء، وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهاديء البطيء، لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة لقد جربت ذلك ، جربته مع الكثيرين، حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور
شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم ، ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص ، إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا، إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء ، فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية ، هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم او على حماقاتهم كذلك ، وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون ، لقد جربت ذلك، جربته بنفسي ، فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام
بذرة الحب
عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفى أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة. إننا لن نكون
في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء. إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثنى عليها حين نثنى ونحن صادقون، ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة، ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا

بذرة الحب
كذلك لن نكون في حاجة لأن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم ولا حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص ولن نفتش عليها لنراها يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف! وبطبيعة الحال لن نجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء الحذر منهم فإنما نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تلتئم في نفوسنا نموا كافيا، ونتخوف منهم لان عنصر الثقة في الخير ينقصنا

الجمعة، سبتمبر ١٢، ٢٠٠٨

صحبة الخير .. ولقاء الدفعة السنوي


أربع سنوات من العمر ، أربع صفحات بيضاء ناصعة كنا نملؤها سويا حب وخير وطاعة علي أمل أن يرضي الله عنا ، نعمل سويا لهذا الدين ومن خلال هذه الدعوة ، علي الحب التقينا ، وفي الخير سعينا ، كان هدفنا دائما أن نؤثر أنفسنا علي من سواها ليس بمتاع الدنيا الزائل ولكن بنعيم الله المقيم .
دفعة تجمعت لها كل مقومات النجاح والتفوق في كل شئ ، مجموعة من الشباب كانت تسعي لنيل رضا الله ، أحسب إخواني جميعا كذلك ، إنها دفعتي " دفعة الإمام البنا " كما نحب ان نطلق عليها أو الدفعة العشرون من أسرة الفجر الجديد .
كنا ولازلنا فريق عمل واحد يسعي نحو التميز دائما ، في البداية كان التعرف ، كانت من بشائر الأمور ان أتعرف لي زملاء لي في بداية الدراسة واتنفقنا نحن الأربعة علي أن نساعد بعضنا علي الخير والمذاكرة حتي يحقق كل منا أمله وامنيته وكان أن اتفقنا جميعا علي أن نجد ونجتهد حتي نصبح معيدين في الكلية .
وفي سبيل ذلك كنت أفر من رؤية إخواني خشية الهواجس الامنية وحلم التعيين في الكلية ، حتي كانت اللحظة الفارقة والتي كانت سببا في التفاعل مع إخواني داخل الكلية ، هذه اللحظة التي لن أنساها كانت بسبب واحدة من الأخوات في الدفعة .
الشاهد في الأمر أنني بدأت العمل مع إخواني وكان أول لقاء دفعة لي في الكلية وما ان شعرت بأهمية وعظم الأمر وأن ما كنت أنأي بنفسي عنه ، كان سببا في ما أنا فيه الآن فحادثت زملائي الثلاثة في الأمر فلم يروق الأمر لهم . وقرروا أن يكون التعامل معي بحذر .
بعدها كانت سنوات العمل للدعوة بدون عوائق بعد أن تعلمت أن البقاء للأفضل وللأفضل فقط ، وفي كل شئ فكان علينا أن نطور من أنفسنا ، وللحق أقول أن أثر هذه الدفعة في نفسي كان عظيما لدرجة أنه لم تكن هناك أي مجموعة أخري استيعابي واستغلال الكم الهائل من المهارات والقدرات التي ما أن وصلنا إلي الفرقة الثالثة حتي وجدنا أنفسنا نقود أعداد غفيرة من الطلاب إلي مكتب العميد يوميا الأمر الذي دفع إدارة الكلية إلي تحويل عدد كبير من الإخوان إلي التحقيق حتي وصلت عدد التحقيقات لثلاث منا 43 تحقيق والعجيب في الأمر أن الفصل والتحقيق لم يكن يأتي إلا بعد عمل تشكرنا عليه إدارة الكلية فمثلا بعد يوم خدمة عامة في الكلية شاق وطويل ويعجب العميد والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس بالأمر نفاجأ بقرار بالتحقيق والفصل والحرمان من الأنشطة .
هذا الحديث مع النفس انفجر فجأة بعد أن حضرت لقاء الدفعة الأخير علي الإفطار وكما تعودنا سويا وأن نناقش مشاكلنا ونحللها ونقوم بحلها ومساعدة من يحتاج منا ، أكاد أجزم أن هذه المجموعة تمتلك كل عناصر فريق العمل : الأخ القيادي ، الأخ الحذر ، الأخ الحبوب ، الأخ المنقذ ، الأخ المبدع ، ...إلي آخره .
اخيرا : كانت لنا أمنية واحدة ، وقرار واحد ، أسأل الله أن يحقق لنا أمنيتنا ، ولكم أن تتخيلوا تلك الأمنية . ممكن تخمنوا لكن مش ممكن هتوصلوا ليها .

ملحوظة :

زملائي الذين تعرفت عليهم في بداية الدارسة وتجاهلوا نصيحتي لا زالوا طلبة في الكلية حتي الآن .

الأربعاء، أغسطس ٢٠، ٢٠٠٨

خاطرة..

البعض يعتقد أحيانا أن مصدر السعادة هو مقدار ما يجنيه من مال ، بما يوفر له حياة كريمة وهذا حقه في أن يعتقد في ذلك ، والبعض الآخر يعتقد أن السعادة إنما تكون بمقدار سلطته وسطوته بين الناس فهذا يرهبه وذاك يرغبه وله عصبية بين الناس ، والبعض الآخر قد السعادة في تعذيب الآخرين واللهو بأحلامهم وطموحاتهم .
أما أنا فقد وجدت السعادة في أمور كثيرة اختبرتها
فوجودي بين الإخوان وفي رفقة الصالحين وبين الطامحين إلي العلياء ، الساعين
إلي المجد ، السائرين علي درب الصالحين ، في حد ذاته سببا كافيا للسعادة .
وتشتد سعادي حين أجد من إخواني نصيحة ، اعدل بها من مساري ، وتتنامي تلك السعادة
بفرحة إخواني لي عند إنجازي عملا ما واجد من التحفيز ما يكون سببا في ثقتي في نفسي .
جزاكم الله خيرا
**************
نتيجة : الحمد لله ظهرت نتيجة نهاية العام للدبلوم المهني بنتيجة جيد جيدا
وجاري الآن التسجيل في الدبلوم الخاص بتمهيدي الماجستير .
تهنئة : وإن جاءت متأخرة ولكن عزاؤها نها نابعة من القلب
اخي الغالي رفيق الجامعة الأخ أحمد عبد الحميد بمناسبة عقد قرانه .
رجاء : من كل المدونين الدعاء لي بظهر الغيب ، إلي أن ييسر الله تلك
الخطوة التي انوي القيام بها .


صحبة الخير


احمد يوقع عقد سعادته

كان لازم .. المشكلة إني أنا اللي كنت باصور

الاحتفال علي طريقتنا


وطبعا الحسيني .. كان بيسوق العربية ولمدة 10 ساعات

ياعيني يا حبيبي

وطبعا مش هتعدي د.ياسر كلمة من كلمات مسيراته

السبت، يوليو ١٩، ٢٠٠٨

رؤية تنظيرية للأحداث الأخيرة

لم يكن هناك علي مدار القرن الماضي زخما سياسيا وحراكا علي المستوي الدولي والإقليمي مثلما يحدث الآن علي كافة الأصعدة بدأ من مصر داخليا وحتي القضايا الإسلامية والعربية ثم علي المستوي العالمي ، فهناك أيدولوجيات كثيرة تتصارع وتتنازع فرص البقاء والصمود في ظل عالم يتسم بالتغير الدائم مع ثورة معلوماتية وتقنية هائلة من لم يلحق بها فلن يصل إلي بر الامان الذي يسعي إليه الجميع القوي قبل الضعيف .
في ظل هذا الصراع تظهر جماعة الإخوان المسلمين كرمانة الميزان بالنسبة للقوي الدولية المختلفة الكل يسعي إما طلبا لرضاها أو لمقاومتها والحد من انتشار دعوتها بين الجماهير العريضة التي تتعطش لإسلام وسطي ينأي بالناس من دياجير الجهل والظلم والظلام إلي النور والهداية . وما حدث في الجلسة الاستماعية للكونجرس الأمريكي حيث اتهم ستيفن إميرسون المدير التنفيذي للمشروع الاستقصائي حول الإرهاب في شهادته أمام جلسة الكونجرس الإستماعية جماعة الإخوان المسلمين بأن معظم الجماعات الإرهابية السنية، بما فيها القاعدة والجهاد الإسلامي المصري وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني قد استقت أصولها من فكر الإخوان المسلمين.
في نفس الوقت الذي تنادي فيه بعض الدوائر الأمريكية بفتح مجالات للحوار مع الاسلامين المعتدلين وعلي راسهم الإخوان المسلمين خاصة في مصر .. الأمر الذي يراه الإخوان أمرا من الدراماتيكية في التعامل مع الاحداث قد تتبناها الإدارات الامريكية المتعاقبة ومن ثم يجب التعامل معها بحذر مع وضع الشعوب معها في خندق واحد لمواجهة التطرف الأمريكي خاصة مع وصول المتشددين المحافظين للإدارات في الفترات الاخيرة .
من ناحية أخري الإفراج عن القنطار في الصراع الصهيوني مع حزب الله ، وما أسفرت عنه التهدئة الحمساوية لانتصارات رائعة جاءت علي أسنة رماح المقاومة ، واخيرا أحداث اعتقال البشير في السودان والطلاسم التي تخفي علي كثير من الناس في هذه القضية الحيوية .. وهذا موضوع يحتاج لشرح طويل .. في تدوينة قادمة .
ختاما : ما أود قوله في هذا المقال انه رغم هذا الصراع لا زال الإسلام يشكل بؤرة تفاعلية هامة في صناعة الأحداث متمثلا في جماعة الإخوان المسلمين ، وما تلعبه من دور كبير علي الساحتين الداخلية والعالمية .